حياتنا ما قبل فيروس كورونا لن تكون كما بعده إطلاقاً، فالخطر الذي حقّقه هذا الوباء في غضون أشهر قليلة حتّم علينا كأفراد، وحتى كحكومات، إجراءات جديدة لم نكن نتوقع أن نلجأ إلى اعتمادها على حين غفلة.
إن بعض التغييرات الجذرية المقبلة، والتي سيصبح اعتمادها أمراً واقعاً علينا اعتياده، هي التوصيات الجديدة التي علينا الالتزام بها عند إعادة فتح المطارات.
بمجرد فتح المطارات والحدود مرة أخرى، وتمكُّن الناس من الطيران مجدداً، فإن عادات الطيران كلها ستتغير على الشكل التالي:
أولاً، عملية التحقق من الرحلات بالكامل، والتي كانت تستغرق في السابق حوالى الساعتين إلى ثلاث ساعات في بعض المطارات، قد تمتد بعد الأزمة إلى أربع ساعات، كون الإجراءات الجديدة ستتضمن الإبعاد والمسافات الاجتماعية، تعقيم كامل للركاب والأمتعة، ومساحات أوسع للخطوط الجوية، ومساحات أكبر في صالات الانتظار.
ما الذي علينا توقعه؟
بحسب التقارير الأولية، من المتوقع في الرحلات المقبلة، وقبل صعود المسافر إلى الطائرة، أن يقوم بعملية تسجيل ذاتي، إجراء اختبار دم فوري، حمل حقائبه الخاصة للشحن، منع الصعود إلى الطائرة من دون قناع على وجهه وقفازات في يديه، إلغاء الحقائب الشخصية في مقصورة الطائرة، وفرض وجود المواد التعقيمية بحوزته.
من جهة أخرى، من المتوقع ان تلعب التقنيات الرقمية دوراً حاسماً وضرورياً في مستقبل السفر الجوي، إذ سيتم تقليل "نقاط الاتصال" في المطارات، وستَعتمد بعض المطارات الإجراءات البيومترية، أي سيُسمح للركاب بالصعود إلى متن الطائرات بوجههم كجواز سفر، وهذا بالفعل ما بدأت باعتماده بعض الخطوط الجوية في الآونة الأخيرة بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية، خطوط "كانتاس" الجوية، و"إيزي جيت".
ووفقًا للمجلس العالمي للسفر والسياحة، فإن الوضع الطبيعي الجديد في المطارات الرئيسية، مثل "هيثرو" و"سنغافورة شانغي" سيشمل الاستخدام الحصري لعمليات تسجيل الوصول عبر الإنترنت، وعمليات الدفع اللاتلامسية.
نصل الآن إلى التغييرات الجذرية التي ستضطر المطارات إلى إجرائها، ابتداءً من اعتماد أنفاق جديدة لتعقيم الحقائب، ترسيم حدود المساحات للمسافة الاجتماعية في الممرات والصالات، اعتماد مساحات أكبر لقوائم الانتظار، زجاج شبكي أو حواجز واقية لأقسام خدمة العملاء، محطات تعقيم لليدين في كل مكان، والمسح الحراري لفحص المسافرين بحثاً عن أي حالات مشتبه فيها.
بعد النجاح في الإجراءات السابقة، وعند الوصول إلى باب الطائرة، من المتوقع أن تشهد بعض الطائرات تخفيضاً في مقاعدها، حيث قد يتم ملاحظة مقاعد مقفلة غير معدّة للجلوس، تعقيم المسافر بالرش أثناء دخوله المقصورة، شكل جديد لطاقم الطيران بمعدات واقية، وبالطبع أقنعة على كل مقعد.
أما بالنسبة للطعام، فإن الاتجاه هو التوقف عن تقديم الخدمة بالكامل على الرحلات القصيرة، في حين تنظر شركات الطيران في "المرطبات الخفيفة" للرحلات الطويلة. وبالفعل، فقد قررت شركة طيران هونغ كونغ اعتماد هذا الإجراء والتوقف عن تقديم الطعام تماماً.
عند الوصول
عند الوصول، من المتوقع أن يحتاج المسافرون إلى إظهار وثيقة تفيد بأن حالتهم الصحية جيدة وعلى ما يُرام. كما سيخضع الركاب القادمون أيضاً لفحص درجة حرارة آخر في وجهتهم النهائية، وربما حتى للاختبارات الفورية. تقوم بعض المطارات مثل هونغ كونغ وفيينا باختبار الركاب بحثاً عن فيروس كورونا عن طريق فحص الدم قبل السماح لهم بدخول البلاد.
كما يوصي اتحاد النقل الجوي الدولي بإجراء اختبار حراري أيضاً، في حين قالت شركة الخطوط الجوية البريطانية، وإيزي جيت وفيرجن أتلانتيك، إن الفحص الفوري المسبق للمسافرين يجب أن يتم إجراؤه في وقت مبكر قبل الرحلة.
ووفقًا لما ذكرته غلوريا غيفارا، الرئيس التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة، فإن السفر في العصر "الطبيعي الجديد" يتطلب إجراءات منسقة، بما في ذلك معايير وبروتوكولات جديدة، "من أجل طريق آمن ومسؤول للتعافي لقطاع السفر والسياحة العالمي".