تشتهر أسماك القرش بدهائها في الإجهاز على فريستها، حيث تشتم رائحتها وتتبعها خلسة حتى تأتي اللحظة المناسبة للهجوم عليها والفتك بها.
ولكن تلك السلالة الصغيرة التي تم اكتشافها حديثاَ تختلف عن تلك الصورة التقليدية التي تشتهر بها أسماك القرش، إذ ليست بحاجة لكل ذلك الجهد، فقط تضيء في الظلام وتأتي الفريسة إليها حيث تلقى مصيرها المحتوم.
السمكة التي أطلق عليها العلماء اسم "قرش الجيب الأمريكي" أو American Pocket Fish يبلغ طولها 5 بوصات ونصف تقريباً، وتم اكتشافها لأول مرة في خليج المكسيك، وهي أقل ضراوة وفتكاً من سمك القرش المعروف، وتُعد ثاني أنواع القرش الصغير التي يتم اكتشافها بعدما سبق العثور على نوع آخر عام 1979 شرق المحيط الهادئ.
وصرح "مارك جريس" أحد أعضاء الفريق البحثي حول تلك الأنواع التي تم اكتشافها قائلاً: "السلالتان مختلفتان تماماً، تأتي كل منهما من محيط مختلف"، وأضاف: "لكن كلاهما سلالات نادرة للغاية".
وطبقاً لما جاء بنشرة علمية أصدرها الباحثون القائمون على دراسة الاكتشاف الجديد، فإن القرش الصغير يفرز سائلاً مضيئاً من غدة جيبية صغيرة تقع بجوار الزعانف الأمامية، فيما يعتقد أن تلك الآلية تعمل كوسيلة لاجتذاب الفريسة التي تسبح نحو الضوء مباشرة بينما تختفي سمكة القرش في بقعة مظلمة خلفه حتى تحين الفرصة المناسبة للإجهاز على طعامها الساعي خلف الضوء.