بالطبع سهلت تطبيقات المحدثات المراسلة وتواصل الأشخاص مع بعضهم البعض، إلا أنه خفت معها روح الزمن الجميل، وإمكانية الاحتفاظ بهذه الرسائل التي يمكن أن تضيع وسط زحام المحادثات والتي كانت تحدث في الرسائل المكتوبة، التي قد تعيش أكثر من أصحابها وتصل حتى ولو بعد مرور عقود طويلة.
وهذا ما حدث مع رسالة عمرها 50 عاما عثر عليها في زجاجة على الشواطئ الغربية لألاسكا، كتبها جندي من البحرية الروسية، وعثر تايلور إيفانوف على الرسالة الروسية المكتوبة بخط اليد أول أغسطس الجاري، فيما كان يجمع حطبا قُرب مدينة "شيشماريف" التي تبعد نحو 966 كم شمال غرب مدينة آنكوراج.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية قال إيفانوف: "كنت أجمع الحطب فحسب، وصادف أنني تعثرت في زجاجة، ولاحظت أنها زجاجةٌ خضراء ولها غطاء من الفلين. ليست حقيقةً من الفلين، وإنما كانت غطاء محكما، واستطعت أن أرى داخل الزجاجة رسالةً".
وشارك إيفانوف اكتشافه عبر حسابه على فيسبوك حيث ترجم الناطقون بالروسية فحوى الرسالة ليتضح أنها تحية من بحار روسي ترجع لعام 1969 خلال حقبة الحرب الباردة، وحوت الرسالة عنوانا وطلب رد ممن يجدها.
وجاء في الرسالة: "تحيات خالصة! من السفينة الأم في أسطول الشرق الأقصى الروسي ‘في آر اكس اف سولاك‘. أحي من يعثر على الزجاجة وأطلب منه أن يرد برسالة إلى جميع أفراد طاقمنا على العنوان ‘Vladivostok -43 BRXF Sulak‘. نتمنى لكم صحة جيدة وسنوات طويلة من الحياة والإبحار السعيد، 20 يونيو1969".
وتتبعت التقارير التي أذاعتها شبكة Russia-1 المملوكة للدولة الروسية أثر الكاتب النقيب أناتولي بوتسانينكو الذي قال: "يبدو هذا كخط يدي بالتأكيد. أسطول صناعة الصيد الشرقي".
وأشار بوتسانينكو كذلك إلى أنه أرسل الرسالة فيما كان على متن سفينة سولاك، التي أشرف على إنشائها عام 1966، وأبحر بها حتى عام 1970، وقال مسؤولون إن بوتسانينكو سالت دموعه في فرح حين رأى صور الرسالة والزجاجة.
وذكر بوتسانينكو إنه في مرحلة من مسيرته المهنية كان أصغر نقيب في المحيط الهادئ، بعمر 33 عاما، ومن جهته لم يكن إيفانوف واثقا من أنه سيرد على الرسالة، لكنه قد يفكر في كتابة رسائله الخاصة مع أطفاله، وقال: "لكن ذلك أمر قد أفعله مع أصدقائي في المستقبل ربما. أن أُلقي رسائل في زجاجاتٍ إلى البحر وأنظر أين سينتهي بها المآل".