في وقت انتشرت فيه الحاجة إلى العمل من المنزل بسبب تفشي فيروس كورونا حول العالم ووجوب أخذ التدابير والاحتياطات اللازمة من أجل الحفاظ على سلامة الأفراد والمجتمع للحدّ من إنتشار هذه الجائحة، تم تفعيل العديد من الآليات والقوانين ومنها العمل من المنزل.
والسؤال الذي فرض نفسه الا وهو كيف يمكن المحافظة على مستوى الإنتاجيّة المعتاد في العمل لا بل مضاعفته لو أمكن.
أولاً يجب التفريق بين الوقت المخصص للعمل والوقت المخصص للمنزل إذ ينبغي على الموظف ارتداء ملابس العمل وتهيئة الدماغ والنفس وبداية يوم العمل بالشكل الصحيح بدلاً من ارتداء ملابس النوم أثناء ساعات الدوام. أيضاً من المفضّل الاستمرار بالعادات التي كان يمارسها الموظف يومياً مثل إعداد القهوة أو المشي لمسافات قصيرة ضمن نطاق معين مسموح به كممرّات المنزل أو في ممرات الطابق الَسكني ومحاكاة أيام العمل بشكل طبيعي للحفاظ على رابط قوي في ذهن الموظف.
وأيضاً يجب على الشخص أن يكون واقعياً بما يستطيع إنجازه أثناء العمل من المنزل والّا يقع في فخ الوقت المفتوح أو الطموح اللا محدود ومغريات الراحة والاسترخاء مما قد يصيب الشعور بخيبة الأمل في حال لم يستطع الفرد تحقيق كل ما يطمح اليه وبالتالي يستطيع الموظف تحديد من 3 إلى 5 أهداف يسعى لإنجازها خلال اليوم.
أيضاً من الأشياء المهم أخذها بالحسبان فرض منظومة هيكلية من الفترات المركّزة لتحقيق مهمات معينة فمثلا العمل من 45 إلى 60 دقيقة بشكل مرّكز تليها استراحة قصيرة.
أيضاً من المهمّ أخذ استراحات قصيرة من وقت إلى آخر وتذكير النفس بضرورة ذلك وأهميته على الاستمرارية بالعمل حيث أن الاستراحات تبقيك منتعشاً لمواصلة عملك بشكل أطول، فهذا يشمل تناول الطعام وشرب المياه بشكل كاف خلال اليوم.
ومن أهم العوامل التي يجب أيضا إدارتها هو التحكم والتقليل من مشتّتات الانتباه للحفاظ على التركيز وإنهاء واجبات العمل. ففي المنزل يوجد العديد من مشتّتات الانتباه وبالتالي علينا العمل على إزالتها أوالتقليل منها بشكل مُسبق للحفاظ على التركيز.
قد يتبادر لأذهاننا أن العمل من المنزل قد يُضيّق من تصّرفنا بشكل اجتماعي ويقلل من تواصلنا مع العالم أو مع زملاء العمل وبالتالي فإن تطبيق بعض الآليات البسيطة قد يعيد حيوية التواصل الاجتماعي إليك، كعمل مكالمة هاتفية بدلاً من إرسال رسالة نصية أو بريد الكتروني، أيضاً يمكن إستخدام تطبيقات وبرامج المكالمات الفيديوية التي تخوّلك إشراك أكثر من شخص في المحادثة الواحدة فذلك سينسيك افتقادك لزملاء العمل ويبقيق على تواصل مستمرّ مع الجميع.
نتمنّى لكم كل النجاح والتقدير وعملاً مثمراً وأوقاتاً سعيدة !