"ولنا في الخيال حياة" جملة نسمعها ونرددها كثيرا، ولكن هل تؤمن بها، وتطلق لخيالك العنان ليأخذك إلى حيث تريد؟ إذا كنت تفعل ذلك، فأنت تستخدم واحدة من حيل علم النفس تمكنك من النجاح في الحياة، وإن لم تفعل فعليك.
وتقول جينيفر كومينغ، الخبيرة في هذه الطريقة في جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة: "إنها واحدة من تلك المهارات غير المستغلة التي يمكن أن يستخدمها جميع البشر تقريبا"، لافتة إلى أن الكثير من الأبحاث أكدت على أهمية وقوة التخيلات في الحياة العادية.
وتضيف: "يمكننا عادة الاستفادة من هذا، وكلما استخدمنا (الخيال)، زادت فرص تطويره"، وتتضمن طريقة التخيل بالأساس إنشاء أو إعادة إنشاء تجربة ما في عقلك.
وبحسب شبكة BBC البريطانية، تعد هذه الطريقة واحدة من التقنيات الرئيسية في علم النفس الرياضي التي يستخدمها الرياضيون، وتقول كومينغ: "هناك عدد كبير من الأدلة التي تثبت أن أكثر الرياضيين نجاحا هم الأكثر استخداما لهذه الطريقة واعتادوا عليها عندما كانوا صغارا جدا".
وتقول جوزفين بيري، عالمة النفس الرياضية التي تستخدم أسلوب الخيال في عملها مع الرياضيين من عدة رياضات، إن هذه الطريقة قد تبدو "سخيفة" في بعض الأحيان، ولكن أولئك الذين يأخذونها بجدية يمكنهم الاستفادة منها.
تقول بيري: "تظهر الأبحاث أنه كلما استطعت جعل هذه (الخيالات) واقعا، كانت هذه الطريقة تعمل بشكل أفضل"، وأضافت: "يتعلق الأمر بالقدرة على استدعاء الروائح، والملمس"، فعلى سبيل المثال إذا كنت في ملعب للجولف، يمكنك أن تشم رائحة العشب.
وتضيف بيري أن الخيال مفيد، لأنه لا توجد فرصة للتدرب على الأحداث الواقعية مثل فقدان الأعصاب، أو التماسك في سباق الماراثون الذي، بسبب ضيق الوقت، يدربونك فقط على عدم إيذاء نفسك.
وجدت دراسة أجريت في العام الماضي من جامعة بلايموث بالمملكة المتحدة أن طريقة التخيل ساعدت الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن على إنقاص الوزن.
وتقول ليندا سولبريغ، العالمة التي قادت الدراسة: "ليس الأمر مجرد تخيل مدى قابلية إنقاص وزنك، ولكن على سبيل المثال، ما الأشياء التي ستتيح لك فقدان الوزن والتي لا يمكنك فعلها الآن".
في رأي كومينغ، تشير الأدلة إلى أن فوائد الجمع بين الخيال والممارسة المنتظمة للتمارين متآزرة، إذ لن يتمتع الرياضيون بأداء أفضل فحسب، بل سيحصلون أيضا على فوائد نفسية مثل كونهم أكثر تركيزا وثقة.
وأوضحت قائلة: "ما نعتقد أنه يحدث، عند استخدام الخيال، هو حدوث تنشيط لمناطق مماثلة في الدماغ تشارك في المهارات الحركية".
وتابعت: "إذا كنت تتخيل ركل الكرة، سوف يزيد نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بحركة القدم، الخيال يحفز عقلك، وهذا يمنحك فرصة إضافية للممارسة".
وتضيف كومينغ أن الكثير من الناس يستخدمون بالفعل مستوى معينا من الخيال، مثلما نفعل عندما نفقد المفاتيح ونعيد إنشاء سيناريو لكل ما قمنا به قبل أن نفقدها.. هذا كان تشغيلا للخيال، "هذا ما يحدث في كل مرة تجرب فيها شيئا بعيون عقلك.. يستخدم الناس هذه الطريقة طوال الوقت عندما يحتاجون إلى الاستعداد لشيء ما في وقت يتعرضون فيه لضغط ما".
وسواء كنت تطلب من رئيسك زيادة في الراتب أو كنت تحضر لعرض تقديمي، يمكن أن يكون تخيل الموقف بتفاصيل متعددة الحواس أمرا مفيدا.
وتضيف أن هناك من يستخدمونها أيضا قبل أشياء مثل الذهاب إلى الجيم إذ إن تصور اللحظة التي يرتدي فيها المرء ملابس رياضية يمكن أن يسهم في التحفيز.